السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ديننا ليس صوماً وصلاةً فقط
كثير من الناس يعتقد أن الدين هو فقط عبارة عن صوم وصلاة ؛
فيوهم نفسه أنه إذا صلى وصام فقط دخل الجنة !
وهنا الكارثة !
فنحن نرى الكثير من الناس من لا يفارقون المساجد ، وكثيرو الصوم في رمضان وغير رمضان ؛
ولكن للأسف الشديد !!
نراهم سيئين مع أقاربهم وجيرانهم ؛
نراهم يأكلون أموال الناس واليتامى بالباطل ، ويحتالون على عباد الله ؛
نراهم يحرمون أخواتهم وإخوانهم من الميراث بسبب حجج واهية كاذبة ؛
نراهم يرابون ويمعنون في الربا الذي أهونه كالذي ينكح أمه والعياذ بالله ؛
نراهم أجود ما يكونون على شهواتهم ومتعهم الزائلة ، وشديدو الشح والبخل عندما يتعلق الأمر بالصدقة والزكاة والتجارة الرابحة مع الله تعالى ؛
نراهم يسبون ويشتمون ويستغيبون وينشرون الفساد والنميمة ؛
نراهم يخونون دينهم وأوطانهم ؛ وعاداتهم وتقاليدهم الملتزمة بدعوى الانفتاح واللحاق بركب التطور ؛
نراهم يداهنون أصحاب المناصب والجاهات ، ويبيعون دينهم بعرض من الدنيا الفانية الزائلة ؛
والكثير الكثير الكثير من الأمور السيئة
وتجده بالمقابل يدافع عن نفسه ويقول : أنا بصوم وبصلي !!!
مالكم كيف تحكمون !!؟
إن الإسلام دين أخلاق ، ودين تهذيب للنفوس ، ودين السلام والمحبة والمودة بين الناس ، بالإضافة طبعا إلى العبادات والتي هي أركان هذا الدين العظيم ، حيث أن موضوعنا هذا ليس تقليلاً من شأن العبادات أبداً.
والكثير من الناس ينغرّ بصلاته وصيامه ، ومنهم من يعتقد جازما أنه سيدخل الجنة ؛ ولكن الجنة عروس ومهرها غالٍ أيها الإخوة والأخوات الكرام
ولكم موعظة في الحديثين الآتيين لعل الله يهدينا ويهديكم أجمعين
عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: { أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ؟ فقال : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار } رواه مسلم
الرسول عليه الصلاة والسلام قد أخبرنا عن امرأة أنها من أهل النار مع صلاتها وصدقتها وصيامها ، لماذا ؟ لأنها كانت تؤذي جيرانها ، والحديث رواه أحمد والبزار وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد ، ورواه ابن أبي شيبة ، قال رجل: ( يا رسول الله ! إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها -باللسان- ، قال: هي في النار ؛ قال: يا رسول الله ! فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها ، وأنها تتصدق بالأثوار من الإقط - الإقط هو اللبن المجفف ، وهو من الشيء الزهيد- ، ولا تؤذي جيرانها ، قال: هي في الجنة )
فما نفع تلك كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ؛ لأنها تؤذي جيرانها ، وهذه نفعها الإحسان وعدم إيذاء الجار ، فأخبر عليه الصلاة والسلام أنها في الجنة ، فهذه من الأدلة على خطورة هذا الموضوع، وأنه لابد من الاهتمام به.
فإخواني وأخواتي ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، واستقيموا على دين الله ، ولا تنغرّوا بصلاتكم وصيامكم فقط ، فبالرغم من الأهمية العظمى والحرص على فرائض وأركان الإسلام ، إلا أن ( الدين المعاملة ) أيضا.
فديننا دين الأخلاق والقيم والمعاملة الحسنة ؛ وأحاديث رسول الله لهي أكبر دليل على صدق هذا الكلام
هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل
وارجو الرد